الموافقات الامنية : حرب سرية على السياسين في الاردن

عند التقدم لبعض الاعمال الحكومية في الاردن ، او للدراسة خارج البلاد يتم طلب موافقات امنية .

الهدف المعلن لهذه الموافقات هو “التأكد من عدم وجود اي جنحة او جرم مخل بالشرف ، وبحسب موقع الحكومة الالكتروني فان هذه الاجراءات تستوفى “لاتمام معاملة سفر الأردنيين خارج الأردن أو حصول غير الأردنيين على رخص سوق ” واانها تحتاج فقط لـ15 دقيقة!

صورة من مسيرات في الاردن
صورة من مسيرات في الاردن

ماعلينا..

بحسب الدستور الاردني الذي نص في المادة 23 على ” العمل حق لجميع المواطنين وعلى الدولة أن توفره للأردنيين بتوجيه الاقتصاد الوطني والنهوض به.”

المواطن الاردني “ع.ح” انسان يبحث عن عمل ، و بعد جهد جهيد ، وفي يوم سعيد، اتصلت معه احدى المنظمات الدولية لتخبره بقبوله للعمل لديهم ، في مخيم الزعتري ، براتب يعتبر من رواتب الاحلام في الاردن ، وصبيحة يوم مباشرة العمل وعلى باب المخيم تم منعه من الدخول لأنه “لم يحضى بشرف الموافقة الامنية”.

عاد من الزعتري إلى عمان وهو يلعن ام الساعة التي قرر بها ان يشارك مخدوعاً باوهام شعار “الاردن بلد الحرية فيه سقفها السماء” ويلعن اخت الساعة التي صدق بها ان الملك في الاردن هو الضامن للعمل السياسي …

شوية تاريخ :
في عهد الاحكام العُرفية البائد ، كانت الاجهزة الامنية تحارب النشطاء السياسين والحزبيين ” والابصر مين ” بمنعهم من العمل وحرمان ابنائهم واخوانهم وربما اصدقائهم من الموافقة الامنية التي تُعد هي شرط اساسي لإتمام اي معاملة في الاردن ، ولكن بعد هبة نيسان المجيدة ، واسقاط الاحكام العرفية تم “كما يقال في وسائل الاعلام الرسمية” إلغاء كافة الممارسات العرفية..

لكن الواقع يثبت عكس ذلك المواطن “ع . ح ” مثال لكن الأمثلة تستمر..

كان لمنشور صدر عن صحفي يحمل شهادة الدكتوراة في الاديان اسمه “جهاد المحيسن” ان يكون السبب بفصله من عمله في “جريدة الغد” و من عمله في “وزارة التنمية السياسية” وهنا نحن امام ثنائية ساخرة ” جريدة الغد تدافع عن الحريات ، و الوزاره هدفها تنمية العمل السياسي في الاردن” هي رسالة واضحه للجميع “الاردن بلد الحكي فيه ما عليه جمرك” وكل ما تسمعه من شعارات براقة يذهب ” عند عمك طحنا”
* جهاد المحيسن سجن بعد فصله من عمله ومازال لغاية هذه اللحظة في السجن. .
ولم يكن المواطن “م . ع” افضل حال من المواطن “ع . ح” و الصحفي جهاد المحيسن حيث عاد “م . ع” للاردن لاتمام اجراءات الموافقات حتى يتمم دراسة الماجستير خارج البلاد، ولكن صدم هذا المواطن بعدم الموافقة الامنية له “لأنه شارك في العام 2008 بفعاليات ضد العدوان الاسرائيلي على غزة”.

و يتجاوز الضغط على السياسين في الاردن ليصل إلى اسرهم وذويهم ” المواطنة ع .م” بدأت حديثها “يفضح ام الاحزاب والسياسة” الآنسة “ع .م” تقدمت للعمل في احدى المؤسسات ، وتضيف “كان كلشي ماشي زي الحلاوة” وهو مثل يعني ان اصحاب العمل ابدو حاجتهم لها !.
وتتابع بالقول ” ولكن عند الموافقة الامنية اتصلت بي دائرة المخابرات العامة واخبرتني ان الموافقة الامنية مرهونة بقدوم شقيقك والتحقيق معه ، وتعلق هيه ” عندها عرفت انها فَصّتْ” ! وهو مثل آخر يعني ان الفرصة تبخرت وتنهي كلامها “هيني شوفت عينك قاعدة بستنى شغل” .

الطريف بالدستور الاردني “بالمناسبة الدستور الاردني مليء بالامور المضحكة وانصحكم بقراءته” مثلاً هذا الدستور كفل الحق للاردنين بالتعبير عن الرأي ، وفي مادة اخرى يكفل حق العمل ، ولكن هذا المواطن يمنع من العمل بسبب الرأي .

“وطاسة طرن طاسة بالاردن عندك ملعون ابو السياسة”
….
#ابن_كركي

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *