المواطن الاخير ! “قصة قصيرة شوي”

المواطن الاخير!

يحكى ان شعب عاف وطنه بسبب البطالة والفقر والمحسوبية ، وقرر الشعب ان يهاجر خارج وطنه إلا مواطن اخير عرف عنه العنادة والبلادة و رئيس وزراء تلك الدولة هو الاخر رفض الهجرة.!

Jordanian demonstrators shout slogans against the Jordanian government following Friday prayers near Al-Husseini Mosque in downtown Amman, on April 13, 2012. Protesters are demanding the release of political activists charged with insulting the king, and calling for political reforms.    AFP PHOTO/KHALIL MAZRAAWI (Photo credit should read KHALIL MAZRAAWI/AFP/Getty Images)
AFP PHOTO/KHALIL MAZRAAWI

في صباح اليوم التالي لهجرة الشعب خارج وطنه وقف رئيس الوزراء على الدوار الرابع* ، وقرر الاعتصام ، صور نفسه صورة “سلفي” نشرها على الفيس بوك وكتب “رئيس الوزراء يعتصم للإحتجاج على الفقر!”

فعلق المواطن الاخير عنده “الشعب يثمن للحكومة هذه الوقفة الوطنية ، ونحن نشارككم هذه الرؤيا الجميلة ، وبدوري كشعب سانزل غداً للشارع للتاكيد على مواقفكم”.

في اليوم الثالث نزل المواطن الاخير واعتصم على الدوار الرابع وهو يحمل يافطة مكتوب عليها “الشعب يريد اسقاط الفقر وعاشت الحكومة” و ما هي إلا لحظات حتى جاء رئيس الوزراء والتقط صورة سلفي اخرى مع المواطن ، ونشرها على صفحته على الفيس بوك مع تعليقه عليها “الحكومة والشعب في خندق واحد لمواجهة الفقر”.

انتشرت اخبار هذه الدولة في الصحف العالمية حيث كتبت الاندبندت
في صفحتها الاولى “دولة المواطن و الوزيرـ دولة غبية وشعب عبيط ولكنهم سعداء”
الواشنطن بوست كتبت ” دولة المواطن والوزير تجربة امريكية ناجحة في الديمقراطية الشعبية”!

اما صحيفة الديلي تليغراف كتبت ” دولة المواطن و الوزير هل يمارس المواطن الجنس مع الوزير ام العكس!”.
مجلة الجرس اللبنانية كتبت “دولة المواطن والوزير كسميات المواطن و كسميات الوزير شغل يكونوا ابطال افلام هليود”.!

اجتمع رئيس الوزراء مع المواطن ، في رحلة تفقدية من الحكومة للشعب ، صفق المواطن كثيراً “30 صفقه بالثانية لمدة دقيقتين كاملتين”.

شكر الرئيس المواطن وقف وقال كلمته ” ايها الشعب العظيم، ان حكومتكم هي لكم ، والوطن هو انتم ، ايها الشعب، نشكر لكم تضحياتكم لأجل بناء الوطن ،، ونعاهدكم بالبقاء على العهد في سبيل البحث عن عيش كريم لكم ، ايها المواطن الاخير ولانني صادق في البحث عن عيش كريم لشعبي ، ادعوك للهجرة خارج البلاد.!!

وقف المواطن الاخير ورد بلهجة حادة : حضرة الرئيس ، اما بخصوص الهجرة فهي عار ، لأن بخروجي يسقط الوطن! وعندها لا داعي للجنسية ، ولانك تدعوني للخروج من البلاد اعلن منذ اليوم تحولي للمعارضه .. ومنذ هذه اللحظة اطالب باسقاطك!.. واخذ المواطن صورة سلفي له ورئيس الوزراء خلفه .. ونشرها على صفحة الفيس بوك كاتباً “الوزير خلفي وهاض مش سلفي انا معارض ” ونشرها مع وجه غاضب!.

اللتقطت الصحف العالمية هذا السلفي بسرعه حادة ونشرت هذه الصحف في اليوم التالي تحليلات مطولة عن مستقبل البلاد في الايام القادمة
علق وزير خارجية امريكا : نطالب باجراء انتخابات عاجلة! “انتخابات مين مهو مواطن و رئيس”
وكتبت صحيفة اللوموند الفرنسية مقال مطول في افتتاحيتها عن سر “اللايك” من رئيس الوزراء الذي اكتشفوه على صورة سلفي المواطن الذي اصبح معارض!.

في اليوم الخامس توجه الرئيس للشعب بخطاب مسجل على اليوتيوب يعلن فيه استقالته و انه سيقود المرحلة الانتقالية لغاية انتخاب رئيس وزراء جديد!

خرج المواطن مبتهج واحتفل وحيداً على دوار الداخليه ! والتقط لنفسه فيديو ونشره على سناب شات مدته 15 ثانية قال فيه “اليوم ينتصر الشعب واخيراً ستعيش هذه الدولة اول حالة انتخاب لرئيس حكومة”.

جاء موعد الانتخابات وتم افتتاح الصناديق عند الساعة 9 صباحاً وللصدفة كان المترشحين للانتخابات هم 3! الرئيس والمواطن وشخص إخواني!
وعند مراجعة كشوفات الناخبين وجدو بالكشف 6 اسماء هم الرئيس والمواطن والمرشح الاخواني وامه واخته و زوج اخته حيث ان الاخواني هو شخص ممن هجروا البلد وتوجه للعمل في تركيا ، واثناء عبوره من البلد لأداء مناسك العمرة مع عائلته واخذ اجازة من العمل ليكون محرم مع والدته وقراء عن الانتخابات قرر الترشح!
عند فرز الانتخابات كانت النتائج كالتالي :
الرئيس صوت واحد
المواطن صوتين!
الاخواني 3 اصوات

وفاز الاخواني الذي انطبقت عليه الشروط “النصف +1 ” ويحمل الجنسية ، وخسر المواطن الانتخابات وحتى الرئيس .. ولم يعرف الاخواني من هو الذي لم يمنحه الصوت من عائلته ! هو يثق بزوج اخته ثقه عمياء لانه زوجه اخته بعد ان تاكد بانه منتمي جداً لفكر الاخوان المسلمين! الاخواني كان يشك باخته انها هي التي لم تمنحه الصوت ، لأنه اجبرها على كثير من الامور لم تكن هي ترغب بها ، الاخواني لم ينم الليل وهو يفكر بالصوت الذي خسره من العائلة.

في اليوم التالي سالت صحيفت معاريف الاسرائيلية الاخواني الفائز عن سر الصوت الذي فقده من العائلة لصالح المواطن ..
واجاب نعم هذا دليل ان الاخوان المسلمين يحترمون الديمقراطية وخيارات الشعوب وبرغم من خسارتي صوت من العائلة لكن هذا لا ينكر علي انني حصلت على الاغلبية المطلقة والشرعية..

لكن في الحقيقه ورايي انا الشخصي ” ان المواطن كان هو الحاصل على الاغلبية لانه استطاع كسب اصوات من خلفيات مختلفة وكان يستحق هو الفوز” ولكن لان الربط بالديمقراطية هو حكم الاغلبية كانت هنا الكارثة، ولم يلتفت احد لأن المواطن هو الذي صمد في البلد وان حتى الوزير صاحب شرعية بالفوز اكثر من الاخواني.”

المهم اقسم الاخواني اليمين وعين صهره وزيراً للدفاع فخلفية صهره عسكرية وكان يخدم في الدرك قبل ان يسافروا لتركيا وسجن الوزير بتهمة الفساد ، واقام الحد على المواطن بتهمة الزندقه والكفر..

والنهاية كما تعلمون انقلب العسكري على الاخواني وحكم العسكر البلد وطلق اخت الاخواني وتزوج من امه…
النهاية
ـــــــــــ
* الدوار الرابع هو ميدان صغير امام مبنى رئاسة الوزراء في عمان وهو مكان تعتصم به المعارضة الاردنية

* دوار الداخليه : هو ميدان صغير امام مبنى محافظة العاصمة واسمه الحقيقي هو ميدان جمال عبدالناصر لكن الاسم الشعبي له دوار الداخلية.

 

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

تعليق واحد على

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *