عند الصعود في الحافلة الذاهب للكرك من العاصمة عمان “تبدأ بملاحظة” الاختلافات الجوهرية بين العاصمة وما خارج العاصمة ، هي سمة غالبة في أغلب العواصم العربية ، وربما في اغلب عواصم دول العالم الثالث ..
يقول ابن خلدون “ان العرب ، إذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب ، والسبب في ذلك انهم امة وحشية.. فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء ، الذي اصل العمران”.

وسبب الإستئناس في هذه الجملة  الخالدة لأبن خلدون ، هو حتى نستوعب لماذا لا يوجد عمران وتطور حقيقي خارج العواصم ، حيث من الطبيعي ان تشاهد آثار خالدة قام ببنائها الانباط و الرومان و المؤابيين لكن تستغرب ان الدولة الحديثة فشلت في ربط الوطن العربي الواحد او هذا الكنتون او القُطر في بناء سياسي واحد.

إبن كركي هو ذك المواطن العربي الساخط على التخلف “الاجتماعي ، الاقتصادي،الحضاري..” الذي يعيشه الوطن العربي، ابن كركي هو انسان يدعي المثالية “لكن هو موغل بتبني الواقعية” مادي جداً يكره الغيبيات الروحانيات النظريات المثبته ، يكره لغة المثقفين يكره حرف “ظ” لانه يسبب اشكالية دائمه وسخرية دائمه لانه لا يميز بينه وبين حرف الضاد لا نطقاً ولا كتابة!

ابن كركي هو بدوي ، تطور ليصبح مدني بعد ان مر بمرحلة الريف والفلاحة ، لذلك تجده يعيش في صراعات كره القيود التي زرعتها فيه جيناته البدوية وحب الارض الذي اكتسبها من جينات متطورة قليلا زرعتها فيه الخلفية الزراعية للعائلة ، ومن ثم يعش الصراعات الجديدة المكتسبة من البحث عن المدنية والعلمانية …

لهذا ابن كركي شخصية شعبية موجوده “كإنسان غريب في المدينة لانه في الاصل قروي” وغريب في القرية لانه انسان مدني ..

يوميات ابن كركي هي ساحة أكتبها انا “عدي المعايطة” بعد الإستإذان من ابن كركي في نشرها هو يرفض النشر وانا اصر على الاعتداء على خصوصياته وفضح كل اسرار ابن كركي…