ثغرات في مشروع قانون الانتخابات الجديد تهدد بتفجير المجتمع الأردني

لقد ساهم قانون الصوت الواحد بتقسيم المجتمع الاردني إلى عصبويات صغيرة تعتمد الاساس القبلي والمناطقي والاقليمي وحتى الديني ، ومع مرور دورات المجلس تعزز هذا النفس بين اهالي القرية والقصبة واللواء والمحافظة الواحدة ، مما انتج “ديربيات عشائرية”*  في كل محافظة .

*”ديربيات اشتقاق من كلمة ديربي مثل ديربي ريال مدريد وبرشلونا.”

 

القانون الجديد بكل تأكيد سيدفع هذه الكنتونات القبلية العرقية الدينية للتحالف ، ولكنه اهمل عنصر الشك .الذي سيكون حاضر بقوة.

1_201315_30459
صورة تعبيرية

ستفوز القائمة (س) وستكون الكارثة عندما يفوز ابن عشيرة “ص” ويخسر ابن عشيرة “و”.

الشك بين المنقسمين والتخوين و حده سيؤزم العلاقات بين افراد المجتمع “خصوصاً” وان القوى الحزبية لن تكون هي صاحبة اليد العليا ولن يستطيع اي حزب تشكيل قائمة منفردة في اي محافظة لأنه لا يوجد محافظات حزبية .

 

واعتقد ان هذا القانون به ثغرة لم يجب عنها القانون الجديد اذا فرضنا ان قائمة (س) فازت بمقعد وبها 3 مرشحين متساوين بعدد الاصوات! وهذا ممكن ان يحصل، لأن الحكومة تفترض انها قوائم وستحصل على اصوات متساوية، فكيف سيحل القانون هذا الاشكال؟!

سيكون مشهد التحالفات القادم بالعودة للعشيرة الأم ونشاهد توحيد لمجالس العشائر وسيكون المشهد قريب للحاصل في العراق مثل “مجلس عشائر الانبار!” ، خصوصاً ان القوى العشائرية تنبهت لهذا القانون وسعت فعلاً لتوحيد نفسها وشهدنا في الفترة الاخيرة اجتماعات عشائرية كبرى ” مثل بني تميم في الكرك ، وبني حسن..”.

 

هذا المشهد خطير ، لأن الذي سيحصل هو زيادة رقعة العُصبوية ، وتطورها لان تصبح ذات نزعة استقلالية ! و ربما يدخلنا في دوامة صراعات .

 

قانون الاحزاب الجديد تضمن قوانين متقدمه وحضارية كان الاولى عكسها على قانون الانتخاب بتخصيص نسبة 50% من المقاعد للاحزاب وعندها سيكون شكل الخلافات برامجي وليس مناطقي وسنشهد تطور احزاب واتجاه محافظات لتبني احزاب بعينها وبرامج وتيارات بعينها خصوصاً ان المجتمع الاردني لا تزال هويته الحزبية “عذراء” بالتالي يمكن ان يدفع دماء جديدة للحياة الحزبية.

 

هذه التخوفات يجب ان تكون بالحسبان بعد ان كانت هدية الحكومة للاحزاب بهذا القانون بان اعتبرت القوائم الحزبية “غير دستورية”!.

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *