في صندوق الشاحنة المعد لهروبنا من الوطن لبلاد اللجوء كان الشيعي يحتضن السني وبكل سرور كانت قدم المسيحي بفم الملحد وفوق الكردي نام العربي ، كان معنا فتيات مسلمات خلعن الحجابات كي يغطن اطفال مسيحيين ناموا من التعب ، وسيدات مسيحيات خلعن الصلبان من رقابهن وسدن بها ثقوب صندوق الشاحنة لمنع الحشرات من الدخول ..
للصدفه اكتشفنا ان الشاب الكردي صوته جميل وغنا لنا اغنية حزينه عن الوطن كردستان اوجلان ..
في الصندوق الضيق تجمعنا نحن السبعون واتسع لنا اكثر من سوريا واعطانا فرصة لنعيش معا بعيدا عن دولة الاسلام ، وفي هذا الصندوق متنا مخنوقين بانفاسنا بعيدا عن رحابة هواء دوما وحلب ودرعا..
كان اول لجوء عرفه العرب بعد انهيار سد مأرب في اليمن ومنذ ذلك اليوم افترق العرب الي عدنان وغسان وانتشروا في العالم بنات حضارة ساعة وهادمي حضارات ساعات.
اوروبا وطن السلام والمحبة والحضارة والعلم تمنع اللجوء لها ، وتتحول لدول انتقاءية في استقبال اللجوء ، فهي تستقبل الأثرياء والعلماء المهمين لها وتمنع الفقراء من الدخول وتتركهم للبحر طعام للسمك او ضحايا استغلال عصابات التهريب.
منذ تحول الديمقراطية الاوروبية وبداية صعود نجم اليمين بها لتشكل هي الاغلبية البرلمانية هناك وبعدها وصول هذه الاحزاب المتطرفة للحكم بدا عهد التفرقة العنصرية …
لا احد ينكر ان ازمة دول اللجوء الى اوربا صنعتها قيادات الدول الاوروبية من فرنسا الى بريطانيا وحتى ايطاليا، وبعد ان انتصر الموت على الحياة في سوريا وليبيا والعراق تُرك شعوب هذه الدول طعام لسمك البحر المتوسط وغابت كل شعارات الانسانية التي تنادي بها دول الاتحاد الاوروبي.
صناديق الموت هيه عار في تاريخ اوروبا فإما تكف هذه الدول عن دعم الارهاب في دولنا وتتركنا نبني اوطاننا بعيدا عن جشعها بنفطنا وثرواتنا او تتركنا ندخل بكل ترحيب لدولهم لأن مجدهم مبني على دمائنا.
